29/9/2010
السؤال:
السلام عليكم شيخنا الفاضلK
سؤالي يتعلق (بفائدة البنوك): لي مبلغ من المال مودع في أحد البنوك ومحجوز لا أستطيع التصرف فيه وذلك لغرض الحصول على إقامة سنوية في البلد، أي مجبر على الوديعة، ويترتب لي من تلك الوديعة فائدة (مبلغ من المال) أنا بدوري أقوم بأخذها وأعطيها إلى أحد أقربائي المحتاجين لأني أحرم هذا المال على نفسي على الرغم من تجميد المال في البنك وعدم القدرة على التصرف فيه لغرض العمل أو التجارة، وأنا عندما أعطي هذا المال أقول بأنه ليس مني لأنني لا أريد أن أصبح في نظر هذا المحتاج صاحب فضل عليه، كذلك لا أستطيع أن أفهمه مصدر المبلغ حتى لا أتهم بأنني أتعامل بالربا.
أرجو المعذرة على إطالة السؤال.
هنالك سؤال ثان يتعلق بنفس الموضوع ولكن من ناحية أخرى هو: عندي مبلغ من المال ولكن لست مجبراً على إيداعه بالفائدة، ولكن أودعته كي أحصل على الفائدة لغرض إنفاقها على المحتاجين فقط دون رياء أو للحصول على أجر، حيث أعطي المحتاج وأقول أنه ليس من عندي حتى لا أكون في نظره متفضلاً عليه.. وكذلك لا أفهمه مصدره..
أرجو مسامحتي على إطالة السؤال.

وجزاكم الله ألف خير
المخلص: أبو عناد الشمري

الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

من واجب المسلم أن يحافظ وينمي ما أنعم الله عز وجل عليه من نعم، فإن كنت تملك مالاً فعليك أن تنميه بنفسك في أي مجال من مجالات العمل كالتجارة والصناعة، أو تسلمه إلى من له خبرة بذلك، وبهذا تكون قد استثمرت مالك ووفّرت عملاً شريفاً لأخوتك، وتجتهد في حفظ أموالك بالوسائل المتاحة ومن أعظمها -بعد الأخذ بالأسباب- التوكل على الله تبارك وتعالى وأن تقول: (اللهم إني استودع هذا المال عندك فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين). قال الله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ} النحل 96، مع أداء ما وجب عليك من زكاة والمشاركة بما تستطيع في أوجه الخير، أو أن تضعه في أحد البنوك الإسلامية، وهي بحمد الله تعالى منتشرة في أكثر الدول.
أما بالنسبة للمبلغ المطلوب إيداعه لغرض الحصول على الإقامة فإن كان بالإمكان إيداعه في بنك إسلامي فيجب عليك ذلك، وإن لم يكن ممكناً فيجب إيداعه في الحساب الجاري الذي لا يترتب عليه ربا، فإن تعذر الحالان فلا بأس أن تضعه كما هو الآن وتوزع مبلغ الربا على المحتاجين، ولست مجبراً أن تفهمهم أنه ليس منك، فشعورهم أنك السبب ينمي صلة القربى والمودة بينكم.

والله سبحانه وتعالى أعلم.