6/5/2010
السؤال:
كلفني أحد أخواني الطلبة بالسؤال من حضرتكم عن ما يريده: أحد الأخوة طالب في تركيا، وقد استأجر شقة في عمارة يسكن فيها، يقول عندما أعمل على تشغيل جهاز الحاسوب عندي يعثر على إشارة إنترنت غير معرفة باسم ولا توجد فيها رقم سري أو أي باسوورد لمنع الدخول إليها، أي يكون الدخول إليها بمجر النقر على الإشارة، لذاك لجأت إلى صاحب الشأن في البناية (المكتب المسؤول عن الإيجارات) لأخذ الإذن لاستخدام الإنترنت إن كان عائداً لهم، وسألته فقال لي هذا شيء غير عائد لنا وليس لنا علم بهذا، يقول فبحثت عن صاحبه ومنبع هذه الإشارة لم أتوصل إلى نتيجة. فهل يجوز لي استخدامه لغرض الاستفادة منها؟
ولكم منا فائق الاحترام
 
الاسم: أسامة فاضل
 


الـرد:
بارك الله تعالى في هذا الشاب لحرصه على توخي الحلال، وأدعو الله تعالى لك وله بالتوفيق، وبعد:
فقد استشرت أحد الأخوة من ذوي الاختصاص فأفادني مشكوراً بما يلي:
——————————-
إن جهاز بث الإنترنت اللاسلكي (الراوتر اللاسلكي) عندما يتم شراؤه من السوق لا تكون خاصية الحماية (كلمة السر) فعالة فيه، وبقاؤها غير فعالة في أغلب الحالات يرجع لأسباب:
الأول: عدم معرفة صاحب الجهاز طريقة تفعيلها.
ثانياً: عدم إدراك صاحب الجهاز أن استخدام الإشارة من قبل المتطفلين يؤدي إلى ضعف الإنترنت.
ثالثاً: عدم توقع صاحب الجهاز أن هذه الإشارة يمكن استقبالها من أماكن بعيدة.
رابعاً: عدم إدراك صاحب الجهاز أن استخدام الآخرين لهذه الإشارة قد يمكنهم من اختراق حاسوبه الشخصي وسرقة ملفاته.
ومن الواقع العملي لا أتذكر أحداً بعته هذا الجهاز اللاسلكي عرضت عليه تفعيل هذه الخدمة ورفض ذلك، بل إن بعضهم كان يدفع النقود مقابل هذا.
——————————-
فعليه أرى أن استعمال هذه الإشارة مكروه كراهة تحريمية تبعاً لما اطلعت عليه آنفاً. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وبهذه المناسبة أود أن أورد قصة جميلة من تراثنا الإسلامي العظيم ذكرها شيخنا حضرة الشيخ الدكتور عبدالله مصطفى -رحمه الله وطيب ذكره وثراه- في كتابه (معالم الطريق في عمل الروح الإسلامي) يوضح سمو ورع المسلمين وابتعادهم عن الشبهات، ذكرها العلامة القسطلاني في شرحه لصحيح الإمام البخاري رحمهما الله تعالى (ج 1 ص 285):
ذهبت مسلمة إلى الإمام أحمد ابن حنبل تستفتيه في واقعة شرعية فقالت له: (إنّا نغزل على سطوحنا (ليلاً) فيمر بنا مشاعل الظاهرية (أي قوافل الركائب حاملات الأثقال) ويقع الشعاع علينا، أفيجوز لنا الغزل في شعاعها؟) فقال لها الإمام أحمد: (من أنت عافاك الله؟) قالت: (أخت بشر الحافي). فبكى الإمام وقال: (من بيتكم يخرج الورع الصادق، لا تغزلي في شعاعها).