01/01/2010
السؤال:
لقد ذكر الباري عز وجل مريم عليها السلام قائلاً يا مريم، لقد سمتها أمها مريم، لقد قال زكريا يا مريم، لقد قالت الملائكة يا مريم، لقد سميت سورة (مريم).
السؤال يا شيخنا الفاضل هو: لم تذكر أي من نساء النبي (عليه الصلاة والسلام) بقدر مريم عليها السلام، فهل يمكن أن نهندس سؤال ونقول أن منزلة مريم عليها السلام (نبي)، علماً أن الله تعالى قد ذكر الأنبياء رجال؟
الاسم: عدنان المؤذن

الـرد:
سيدتنا مريم عليها السلام صدّيقة كما صرح القرآن الكريم وليست نبياً، والصديق كما تعلم غير النبي، قال عز وجل: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا} النساء69, وكما ذكرت أنت أن الله تعالى قد جزم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم من الرجال {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى…} يوسف109، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43، {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} الأنبياء7. وحرف (إلا) يفيد الحصر, أما عن ذكرها في القرآن الكريم فليس دليلا أو إشارة على إنها (نبي) أو إنها عليها السلام أفضل من غيرها، فقد ذُكر سيدنا موسى عليه السلام أكثر مما ذكر سيد الرسل عليه أفضل الصلاة والتسليم، وذكر من الصحابة سيدنا زيد بن حارثة ولم يذكر سيدنا أبو بكر بالاسم رضي الله عنهم جميعاً, أما عن تسمية سورة باسمها فكذلك ليست دليلاً على نبوتها، فليس كل من سميت باسمه سورة هو نبي، فقد سميت سورة باسم الروم و باسم آل عمران وليسوا كلهم أنبياء، وسميت سور باسم مخلوقات الله جل وعلا كالبقر والنحل والنمل، بل حتى الكافرين لهم سورة باسمهم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.