23/12/2009
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سيدي حضرة الشيخ سعدالله, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي سؤال راجياً الإجابة من حضرتكم:
ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الحجر الحوار الذي حدث بين رب العالمين وعدو الله إبليس في هذه الآيات الكريمات:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (31) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (33) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (35)
وفي سورة الأعراف ذكر الله سبحانه وتعالى تحذيره لأبينا آدم عليه والسلام وزوجه حواء بعدم أكلهم من الشجرة المحرمة:
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20).
سؤالي هو: عندما طرد إبليس من الجنة بعد أن عصى الله تعالى، كيف استطاع أن يوسوس لأبينا آدم عليه السلام بعد ذلك؟
أفيدونا رعاكم الله.


الاسم: أبو فائق
 

الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
اختلف العلماء رضي الله عنهم في شأن الجنة المذكورة، هل هي جنة الخلد التي وعد الله تعالى المتقين من عباده، أم هي جنة أخرى, لأن كلمة الجنة -كما تعلم- تطلق في اللغة على الحديقة أو البستان, والراجح -والله سبحانه وتعالى أعلم- أن الجنة المذكورة هي غير جنة الخلد, وأما كيف دخلها الشيطان وقد أخرج منها, فعند التأمل في الآيات الكريمة بهذا الخصوص نجد أن الذي لم يسجد لأبينا آدم عليه السلام هو (إبليس) والذي وسوس له هو (الشيطان)، وحيث أن علماء التفسير رحمهم الله تعالى يقرّون أن ليس في القرآن الكريم مترادفات متطابقة، بل لا بد أن هناك تمايزاً في المعنى, فالذي أراه -والله سبحانه أعلم- أن إبليس الذي طرد ليس هو الشيطان الذي وسوس لسيدنا آدم عليه السلام، بل هو من نسل أو جند إبليس، فدخل إلى هذه الجنة، فإبليس من الشياطين ولكن ليس كل شيطان إبليساً. قال تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} الكهف50، وقال سبحانه: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ} الشعراء95.
والله سبحانه وتعالى أعلم.