السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزيتم خيرًا على ما تقدّموه في هذا الموقع من معلومات قيّمة، وأرجو الإجابة عن هذا السؤال:-

ما حكم من دخل المسجد في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، مثلاً بعد صلاة الفجر إلى الشروق لاستماع محاضرة أو صلاة العيد؟

وجزاكم الله تعالى كلّ خير.

 

الاسم: عبد العزيز المشهداني

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكرك على تواصلك مع هذا الموقع الميمون، سائلا المولى جلّ وعلا أنْ يجعل ذلك في ميزان حسناتك إنّه سبحانه كريم وهّاب.

لقد نهى سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه عن الصلاة في أوقات محددة، حمل بعض الفقهاء رحمهم الله تعالى هذا النهي على الكراهة، وحمله البعض الآخر على التحريم.

وهناك وقتان كرهت فيهما الصلاة:-

الأول: بعد صلاة الصبح إلى قبيل الشروق، ويجوز في هذا الوقت أنْ نصلّي سنّة الصبح إذا فاتت عند بعض الفقهاء رحمهم الله عزّ وجلّ.

والثاني: هو بعد صلاة العصر إلى قبيل غروب الشمس، لحديث سيّدنا رسول الله عليه الصلاة والتسليم وآله وصحبه أجمعين:-

(لَا صَلَاةَ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيْبَ الشَّمْسُ) متفق عليه.

وأمّا الأوقات التي تحرم فيها الصلاة فهي المذكورة في حديث سيّدنا عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه إذ قال:-

(ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.

فالنهي للتحريم ما لم تكن هناك قرينة صارفة لغيره من الأحكام، ولا قرينة هنا فيما أعلم.

أمّا من استثنى من النهي بقوله:-

(إلّا إذا كان للصلاة سبب)

فمع إجلالنا لمَنْ قال أو أخذ بهذا الرأي أقول:-

إنّ لكلّ صلاة سببًا عند المسلم فهو لا يصلي عبثًا بل تقرّبًا إلى ربّ العزّة جلّ جلاله وعمّ نواله وأعظِم به سببًا، فليست هناك صلاة بلا سبب، فالعبد في حاجة دائمًا خوفًا أو طمعًا إلى خالقه سبحانه، ولا قول لأحد بعد صحّة الحديث عن سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وصبحه وسلّم.

والله جلّ ذكره أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.