03/05/2019
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الفاضل أدامك الله.
ما حكم تقليد الماركات الأخرى كأن يقوم شخص بتقليد ماركة غذائية معروفة بنفس الشكل الخارجي وبنفس الاسم ويضع مواد أقلّ جودة من الأصلي دون علم صاحب العلامة الأصلي؟
 
الاسم: طه حميد
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكراً جزيلا لك أخي الكريم على هذا السؤال.
الماركة التجارية أو الاسم التجاري أو العلامة التجارية، وكذلك براءة الاختراع، وحقوق النشر وغيرها من الحقوق المعنوية يجب على الناس احترامها وعدم التعدي عليها أو استغلالها حالها كحال الحقوق المادية.
والحقوق على قسمين:
أ- معنوية.
ب- عينية أو مادية.
وقد عرّف شيخنا حضرة الدكتور عبد الله مصطفى طيّب الله روحه وذكره وثراه الحق بأنه:
(“وضع شرعي يجعل للشخص الاختصاص بمنفعة مادية او معنوية” وبين “فكل من هذه انما هو لصاحبه لا يجوز لأحد انتحاله عليه —“) علم أصول القانون 195.
لذا فإنّ استخدام الاسم التجاري بلا علم صاحبه محرّم، لأنّه تَعَدٍّ على حقوق الآخرين، كما إنّ فيه غشًّا للناس، والغش منهي عنه شرعًا وعرفًا قال النبيُّ صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا).
وفي رواية أخرى قال: (مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ، فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا).
وفي أخرى قال: (— مَنْ غَشَّ، فَلَيْسَ مِنِّي) الإمام مسلم رحمه الله جلّ وعلا.
وعلى المسلم أنْ يشق طريقه في العمل بالصدق والإتقان لا بالغش واستغلال حقوق الآخرين، وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والتسليم وآله وصحبه أجمعين وهو يبيّن وضوح طريقي الحلال والحرام، فأرشدنا إلى سلوك ما هو واضح وحلال وترك ما هو حرام أو ما يقترب منه فقال:
(إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ولمزيد من الفائدة أرجو مراجعة أجوبة الأسئلة المرقمة (941، 1360، 1850)، والمشاركات المرقمة (13، 103، 125، 211، 245، 265) في هذا الموقع الكريم.
وصلى الله جلّ وعلا وسلّم وبارك على نبيّنا الأكرم وعلى آله وصحبه وسلّم.
والله عزّ وجلّ ورسوله عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام أعلم.