2016/01/25

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نسأل الله لنا ولكم دوام الصحة والعافية، سيّدي الفاضل ما نراه اليوم أغلب الشباب يذهبون إلى أوربا لطلب اللجوء، البعض منهم قد يكون مهددا بالقتل أو بالتهجير، والبعض منهم ليس مهددا بالتهجير أو القتل، فهل الهجرة إلى أوربا حلال أم حرام؟ ولماذا لا تفعل الدول العربية التي فضل الله عليها بالأمن والأمان باستضافة من تهجر أو هدد بالقتل كما تفعل أوربا بالاستضافة؟ أفيدونا جزاكم الله عنا خير الجزء.

 

الاسم: أحمد الأوسي

 

الرد:-

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

جزاك الله عزّ وجلّ خيرا على دعائك الطيّب ولك بمثله.

بالنسبة للشطر الأول من سؤالك أرجو مراجعة جواب السؤالين المرقمين (562، 1462) في هذا الموقع الميمون.

أمّا بالنسبة للشطر الثاني من السؤال، فإنّ الدول العربية – جزاهم الله تعالى خيرا – استضافت ملايين العراقيين ووفّرت لهم سبل العيش حسب الإمكانات المتاحة لكلّ دولة، قال عزّ وجلّ:-

{— وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة: 237].

فقد استضافت سوريا قبل أزمتها الأخيرة ما لا يقل عن مليون عراقي، ونصف هذا العدد استضافته الأردن، وهكذا لا يخلو بلد عربي منهم.

أمّا إذا قصدت منحهم الجنسية فهذا يتبع سياسة وقوانين كلّ بلد، والذين حصلوا على جنسية الدول الغربية لا يقارن عددهم بالذين يعملون ويعيشون في الدول العربية ولا يتصور أنْ تمنح الدول العربية كلّ هؤلاء جنسيتها، ولو فتحت كلّ دولة المجال لمواطني الدول التي تعاني من مشاكل (وما أكثرها) لأصبحوا هم الغالبية في البلد، على أنّني أدعو من هذا المنبر المبارك النّاس بشكل عامّ، والمسلمين بشكل خاص، إلى ضرورة التراحم والتعاون امتثالا لهدايات كتاب الله جلّ في علاه وسنّة رسوله ومصطفاه صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه، ونتبارك ببعضها، فقد قال ربنا جلّ ذكره:-

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [سورة النساء: 1].

وقال جل وعلا:-

{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ —} [سورة التوبة: 71].

وقال سبحانه:-

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} [سورة الحجرات: 113].

وقال سيّدنا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مِنْ فِي السَّمَاءِ) الإمام أبو داود رحمه الودود تقدّست أسماؤه.

وقال عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام:-

(مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ —) الإمام مسلم رحمه المنعم جلّ وعلا.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّد المرسلين، وإمام المتقين، نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه الميامين.