2015/06/24

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيّدي حضرة الشيخ سعد الله أحمد عارف البرزنجي حفظكم الله تعالى وبارك فيكم، يسّر الله تعالى لي في هذه الأيام قراءة كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله الباري جلّ وعزّ، فهمت بعضا ولم أفهم مراده فما هو نقدكم العلمي والروحي للكتاب؟ وهل هو مناسب لهذا العصر؟ وجزاكم الله تعالى ألف خير.

الاسم: سعد

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, بارك لنا ولكم في أوقاتنا ويسر طاعته.

كتاب إحياء علوم الدين مِنَ الكتب التي لقيت عناية كبيرة لدى أهل العلم، فهو كتاب جامع في الأخلاق والسلوك والمواعظ، ومؤلفه الإمام أبو حامد محمد الطوسي الغزالي عليه كرم الله تعالى المتوالي, المتوفى سنة (505 هـ) صاحب التصانيف الكثيرة في عديد من الفنون كالفقه، والأصول، والفلسفة, قال صاحب كشف الظنون عن الإحياء:-

(مِنْ أجلّ كتب المواعظ، وأعظمها. حتى قيل فيه: إنَّه لو ذهبت كتب الإسلام، وبقي الإحياء أغنى عمّا ذهب).

وقد اختصره غير واحد مِنْ أهل العلم منهم الإمام ابن الجوزي رحمه الله جلَّ وعلا، وسمّى كتابه منهاج القاصدين، ثمَّ اختصر الإمام المقدسي رحمه الله عزَّ وجلَّ منهاج القاصدين في كتاب مختصر منهاج القاصدين، وهناك مختصرات أخرى.

والحق أنَّ هذه المختصرات لا تغني عن كتاب الإحياء, لكِنْ يُنتبه إلى ثلاث مسائل:

1- الأحاديث التي في كتاب الإحياء يجب الرجوع لمعرفة سندها إلى تخريج الإمام العراقي رحمه ربُّنا سبحانه المطبوع بهامش الكتاب.

2- نقل الإمام الغزالي رحمه الله المتعالي تنزَّهت ذاته كثيرا مِنَ التجارب الروحية المختلفة التابعة لاختلاف أحوال السائرين إلى الله تقدّس اسمه وهذه لا تصلح لكلّ زمان ومكان ولذا فلا يجوز تنظير هذه الأمور بشكل عام على الجميع.

3- يفضّل الرجوع إلى شخص ثقة مِنْ أهل العلم والدراية فيما يشكل على قارئ الكتاب .

وصلِّ اللهمَّ صلاة دائمة على مَنَ القلوب بحبه هائمة ولفيض روحه واقفة قائمة سيدنا مُحمَّد وعلى آله وسلِّم, ما هلَّ رمضان وصامت لله تعالى نفْس صائمة.

والله جلَّت عظمته أعلم.