2015/05/25

السؤال:

السلام عليكم حضرة الشيخ سعد الله عارف البرزنجي حفظكم الله تعالى وبارك فيكم فيما كنت أقرأ كتاب المسك الإذفر في نشر محاسن القرن الثاني والثالث عشر للشيخ محمود شكري الآلوسي رحمه الله تعالى بتحقيق الدكتور عبد الله الجبوري حفظه الله تعالى والذي يقول عنه: إنه نقشبندي وهو يقر بذلك أعني المؤلف بأنّ من مصادر النقشبندية رسالة شرح أصول النقشبندية للإمام النووي رحمه الله تعالى ويقصد المقاصد النووية علما أنّ حضرة الشيخ محمد شاه نقشبند قدّس سرّه ولد بعد الإمام النووي رحمه الله تعالى فهل يوجد كتاب بهذه التسمية؟ وجزاكم الله تعالى ألف خير.

الاسم: سعد

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, حفظكم الله سبحانه وجميع المسلمين مِنْ كلّ هرج، وسلك بنا وبكم مسالكه السليمة مِنَ الزيغ والعوج، ورزقنا وإياكم السير على طريق خير مَنْ رقى وعرج صلَّى الله تعالى وسلّم عليه وآله وصحبه ومَنْ نورُ الحقّ في صدورهم قد انبلج.

قال الملك العلام {— وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف عليه الصلاة والسلام/76].

فبعد مراجعتي بفضل الله جلَّ وعلا  للنقل المذكور وجدتُ أنَّ المحقق جزاه الله عزّ وجلّ خيرا قال ما نصه (شرح رسالة أصول النقشبندية لمحيي الدين النووي المتوفى سنة 676 هـ) ص498 هامش رقم1.

ولم يقل إنَّ المقصود بهذا الشرح هو رسالة المقاصد للإمام النووي رحمه ربُّنا العليّ تعالى شأنه وإنَّما جنابك الكريم فهمتَ ذلك.

ورسالة المقاصد رسالة صغيرة في التوحيد والعبادة والسلوك, وقد شُرحت هذه الرسالة قديما وحديثا، وكتب الله سبحانه لها القبول بين طلبة العلوم الشرعية ومِنْ هذه الشروح:

1- الزوائد على رسالة المقاصد، لمحمد بن أحمد خرما البيروتي الشافعي رحمه الله عزّ شأنه، طبع بيروت 1324هـ. ينظر معجم المطبوعات.

2- قلائد الفرائد في شرح المقاصد للنووي، لأبي الفوز محمد أمين بن الشيخ علي بن محمد سعيد البغدادي الشافعي المعروف بالسويدي توفي نجد سنة 1246هـ رحمه الله جلّ في علاه. ينظر هدية العارفين.

3- إمداد القاصد في شرح المقاصد للنووي للسيد إبراهيم فصيح الدين بن صبغة الله بن أسعد الحيدري البغدادي رحمه الله تبارك اسمه. ينظر إيضاح المكنون.

4- شرح مقاصد الإمام النووي لعلي بن محمد سعيد بن عبد الله السويدي البغدادي العباسي: من علماء الحديث في العراق 1237 هـ، 1822 م رحمه الله سبحانه.

أمَّا ما ذكرت بالنسبة للشرح المذكور المنسوب للإمام النووي فهو كذلك، لأنَّ الإمام النووي رحمه الله عزَّ وجلَّ ولد سنة 631هـ وتوفي 676 هـ، والإمام بهاء الدين النقشبند رحمه الله جلّ ثناؤه وُلِدَ سنة 717 هـ وتوفي سنة 791 هـ.

وبأدنى نظرة نجد أنَّه لا يمكن نسبة الشرح المذكور للإمام النووي رحمه الملك العليّ تنزَّهت ذاته، ولعلّه حدث تصحيف أو لبس أثناء النقل.

ولم أجد بعد البحث والاطلاع على كتاب شبيه بالاسم إلا كتاب الأصول النقشبندية للشيخ فخر الدين الكاشفي رحمه الله جلّ جلاله محفوظ في المكتبة الوطنية الفرنسية.

وكتاب مفتاح كنز الأسرار في أصول الطريقة النقشبندية الأخيار للشيخ محمد بن عبد الله الخالدى النقشبندي الشهير بكوچك عاشق نزيل مصر المتوفى بها سنة 1300 ثلاثمائة وألف.

وصلَّى الله تعالى على سيدنا مُحمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا.

والله العليم عزَّ كماله أعلم.