2014/05/03

السؤال:

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته.

حفظك الله فضيلة الشيخ ووفقك في خدمة الدين الإسلامي الشريف

فضيلة الشيخ كثيرا أشاهد في المسجد عندما نصلي جماعة وبعد الركعة الأولى يأتي شخص ويقف في الصف بجانبي ويصلي وعندما يسلّم الإمام هو أيضا يسلّم وينهي الصلاة وينسى أنّه جاء في الركعة الثانية وهو مطلوب ركعة فبهذه الحالة هل يجب عليّ أنْ أقول له وأذكره أم لا؟ وخصوصا إذا كان الشخص أكبر مني بالعمر فكيف يكون التصرف الصحيح وفق السنة النبوية الشريفة؟ وشكرا.

 

الاسم: محمد رشيد

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله عزّ وجلّ خيراً على دعواتك الطيبة ولك بمثلها.

من واجب المسلمين التناصح فيما بينهم امتثالا للنصوص الشرعية الواردة فيه، منها:-

* قوله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].

* قال سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (الدِّيْنُ النصيحة، ثلاثا، قلنا: لمَنْ يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) الإمام مسلم رحمه الله تعالى، وكلما كان موضوع النصح مهماً كان الواجب آكد، ولا شكّ أنّ الصلاة عمود الدين يحرص المسلم على تمامها  له ولأخيه.

فواجب عليك تنبيه المسبوق لإتمام ما فاته من الصلاة، وحاول أنْ تتلطف بالنصح خاصة مع مَنْ هو أسنّ منك، ولا تنسب لنفسك العلم بل بيّن له أنك سمعت ذلك من العالِم الفلاني أو من  بعض العلماء، وربما يُستحسن أنْ تطلب من شيخ المسجد الحديث في هذا الموضوع بشكل عام لعله ينتبه، أو بشكل خاص إنْ رأى الإمام ذلك، ويمكن أنْ يأتي بما فاته جبراً لصلاته دون الحاجة لإعادتها إذا لم يكن بين تسليمته وإتمامها فاصل طويل، أو تكلّم بأمور لا علاقة لها بها.

وجميل أنْ نستذكر هذه القصة اللطيفة:-

(رأى سيّدانا الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما شيخا كبيرا لا يحسن الوضوء فأرادا أنْ يعلماه دون إحراجه فذهبا إليه وسلما عليه فقال سيّدنا الحسن رضي الله تعالى عنه: يا سيّدي، أخي هذا يدّعي أنه يتوضأ أحسن مني، وأنا أقسم أنني أتوضأ كما يتوضأ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم، فاحكم بيننا وانظر إلى وضوئه ووضوئي، فدخل سيّدنا الحسن رضي الله سبحانه عنه وتوضأ، وأسبغ الوضوء وأحسنه، ودخل سيّدنا الحسين رضي الله جلّ وعلا عنه وتوضأ مثل أخيه. فانتبه الرجل وعرف مقصدهما، فقال لهما: والله كلاكما تتوضآن أفضل مني).

اللهمّ اهدنا ووفقنا للتأسي بأهل البيت الكرام والصحابة العظام والصالحين الأعلام عليهم من الله تعالى الرحمة والرضوان، في تقديم النصح بيننا برحمتك يا رحيم ويا رحمن.

والله جلّ جلاله وعمّ نواله أعلم.