2014/03/13

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا العزيز تحية طيبة

نسأل الله أن يلهمنا الصبر والدعاء

شيخنا وتاج رؤوسنا قرأت في إحدى الصفحات:

——————————-

وفي علل الشرائع: عن جويرية بن مسهر قال: قطعنا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) جسر الصلاة في وقت العصر، فقال: إنّ هذه أرض معذبة، لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أنْ يصلي فيها، فمن أراد منكم أن يصلي فيها فليصل.

——————————

ما هذا الكلام؟؟ وهل هو صحيح؟ لأننا في بابل، وإني والله لا أستطيع أن أفتح كتابا واحدا، وإني والله لا أستطيع أنْ أقرأ سطرا واحدا، والله والله والله، ولا أستطيع حفظه.

وشكرا

 

الاسم: موسى

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته .

جاء في الحديث الصحيح قولُ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلّا أنْ تكونوا باكين فإنْ لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم) متفق عليه، وقد أخرج الإمامان أحمد وأبو داود رحمهما الله تعالى أنّ سيّدنا عليا بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه رفض الصلاة في بابل عملاً بالحديث الشريف المذكور آنفاً، لوقوع غضب الله تعالى في معلمي ومتعلمي السحر المذكورين في قوله تعالى {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].

ويمكن اعتبار عمل سيّدنا علي رضي الله تعالى عنه اجتهاداً في وقته لا يمكن إلزام الناس به الآن، وقد يصح القول: إنه رضي الله تعالى عنه قد علم الأرض التي وقعت بها الحادثة المعروفة، فلا شكّ أنّ الحديث الشريف يقصد بقعة محددة وقع بها عذاب الله تعالى ولا يمكن تعميمه على محافظة بابل بحجمها الكبير المعروف.

والله سبحانه وتعالى أعلم.