2014/02/20

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سيّدي الفاضل أسأل الله تعالى أن يرزقنا صحبتكم مع النبيّ عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة
سيّدي سؤالي هو أنه أحد الإخوة قدّم لي معروفاً وبعدها قلت له: أنا ممنون لك، فقال لي: لا يجوز أنْ تقول كلمة “ممنون” واستدل على هذا الكلام بالآية الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم {وإنّ لك لأجراً غير ممنون} وجزاكم الله تعالى خيراً.

الاسم: أبو احمد

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته، جزاك الله عزّ وجلّ خيراً على دعواتك الطيبة ولا يسعني إلّا أنْ أقول آمين ولجميع المسلمين.
إنّ ممّا ابتليت به الأمة في هذا الزمان تشديد البعض على أنفسهم وعلى غيرهم من غير علم، ويتخذون ما يرونه من رأي حجة لا تناهض.

لقد وردت كلمة ممنون في عدّة مواضع من القرآن الكريم منها:
قوله جلّ جلاله وعمّ نواله {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ} [القلم: 3] وقوله سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [فصلت: 8].
ومعناها اختلف فيه المفسرون رحمهم الله تعالى إلى الأقوال التالية: غَيْرُ مَحْسُوبٍ، غير منقوص، غير مقطوع.
أمّا معناها من الناحية اللغوية فهو: المعترف بالجميل، المقرّ بالفضل، لك منِّي العرفان والشكر.
إذن: معنى قولك (أنا ممنون لك) أي أنا معترف بجميلك، وشاكر لفضلك، مدين لمعروفك. معجم اللغة العربية المعاصرة (3/ 2130).
وهذا المعنى لا إشكال فيه، ولا غبار عليه، لأنّ نصوص الشرع الشريف تؤكّد على الاعتراف بالجميل وتقديم الشكر لصانع المعروف، قال ربّنا تبارك اسمه {— أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان عليه السلام: 14]، وقوله جلّ وعلا {— وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا —} [البقرة: 83]، وشكر الناس من القول الحسن بلا شكّ، وقال سيّدنا رسول الله صلى الله تعالى وسلم عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه (مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ) الإمام الترمذي رحمه الله سبحانه، وقال (أَشْكَرُكُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشْكَرُكُمْ لِلنَّاسِ) الإمام الطبراني رحمه الله تعالى.

والله جلّ جلاله وعمّ نواله أعلم.