2013/11/23

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فضيلة الشيخ هل يجوز تسمية الأبناء بـ (مؤمن – كريم – رشيد) الآخرة من أسماء الله الحسنى بدون ذكر كلمة عبد مع الشكر الجزيل.

 

الاسم: محمد رشيد

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

وجه ديننا العظيم بتحسين أسماء الأولاد تعبيراً عن هوية الإسلام الحسنة السمحة، فقال سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَحَسِّنُوا أَسْمَاءَكُمْ) الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وعن سيّدنا عليّ رضي الله تعالى عنه قال: (لمّا ولد الحسن سميتّه حربًا فجاء رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: أَرُوِني ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قلنا: حربًا، قال: بَلْ هُوَ حَسَنٌ، فلمّا ولد الحسين سمّيته حربًا؛ فجاء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قلنا: حربًا، قال: بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ، فلمّا ولد الثالث سمّيته حربًا، فجاء النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قلنا: حربًا، قال: بَلْ هُوَ مُحَسَّنٌ، ثمّ قال: سَمَّيتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرٌ وَشَبِيرٌ وَمُشَبِّرٌ) الإمام البخاري رحمه الله تعالى في الأدب المفرد.

وقال صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم (إنّ أحبّ أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن) الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

أما التسمّي باسمٍ يتطابق مع اسم من أسماء الله الحسنى فإنْ كان ممّا يحملُ صفةً، أمَرَ الله تبارك وتعالى أنْ يتحلّى بها العبد كالتي ذكرتَها فلا بأس بالتسمّي بها دون أنْ تضاف إلى كلمة عبد، فإنّ الله سبحانه قد سمّى رسوله محمدا صلى الله تعالى وسلم على ذاته وصفاته وآله وصحابته بالرؤوف والرحيم كما في قوله جلّ في علاه {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة/128]، ولا يخفى أنّهما من أسماء الله الحسنى، قال تعالى {— إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [البقرة/143].

أمّا إنْ كانت صفتها مقصورة على الذات الإلهية مثل (جبّار، قهّار، رحمن، خالق) فلا يجوز التسمّي بها إلّا إذا أضيفت إلى كلمة عبد وألحق بها (أل التعريف)، قال الربّ عزّ وجلّ في الحديث القدسي (العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحداً منهما عذبته) الإمام أبو داود رحمه الله تعالى، وأرجو مراجعة جواب السؤال المرقم (391) في هذا الموقع المبارك.

والله سبحانه وتعالى أعلم.