2013/08/21

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم.

هل يجوز إعطاء الصدقات والكفارة والزكاة لمَنْ أقيس عليه أنّه مسكين حيث إنّي أتبع مبدأ أنّ ابنَ عمر كان يعطي الفطرة لِمَنْ قبلها.

وهل الذي لا يملك نصابا فقير؟

جزاك الله خيرا.

 

الاسم: ضحى

 

الرد:-

قبل الجواب عن السؤال أودّ أنْ أنبّه إلى أمرين:-

الأوّل: ضرورة الترضّي عن الصحابة الكرام عند ذكرهم عملا بما ورد في كتاب الله عزّ وجلّ كقوله سبحانه:-

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سورة التوبة: 100].

الثاني: أرجو ذكر الرواية المشار إليها في السؤال من المصدر حتى يتمكن القارئ الكريم من فهم السؤال، وهي:-

عَنْ سَادَاتِنَا نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَ، قَالَ:-

(فَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ – أَوْ قَالَ: رَمَضَانَ – عَلَى الذَّكَرِ، وَالأُنْثَى، وَالحُرِّ، وَالمَمْلُوكِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، فَعَدَلَ النَّاسُ بِهِ نِصْفَ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يُعْطِي التَّمْرَ، فَأَعْوَزَ أَهْلُ المَدِينَةِ مِنَ التَّمْرِ، فَأَعْطَى شَعِيرًا، فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنِ الصَّغِيرِ، وَالكَبِيرِ، حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ) الإمام البخاري رحمه الباري سبحانه.

أمّا الجواب عن سؤالكِ:-

فقد تعدّدت آراء العلماء رضي الله تعالى عنهم وعنكم في معنى الفقير والمسكين وأيّهما يُقدّم على الآخر في الصدقة والعطاء، والصحيح أنّ الفقير مُقدّم على المسكين فهو أشدّ حاجة من الأخير؛ وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال المرقم (1466) في هذا الموقع الأغرّ، فأرجو مراجعته.

وهما صفتان تتغيران مع تغيّر الزمان والمكان والأحوال، فالفقير والمسكين اليوم غير الفقير والمسكين قبل قرون، وهو غيره في حال الحروب والفتن عنه في حال الاستقرار والسِّلْم.

كما أنّ العلماء رضي الله تعالى عنهم وعنكم تعددت أقوالهم فيمَنْ ملك نصابا هل يُعدّ غنيا أم لا؟

والراجح: أنّ هذا الأمر يعتمد كما أسلفت على حال الشخص والزمان والمكان الذي يعيش فيه، فقد يُعَدّ فقيرا وإنْ ملك نصابا ولكنّه ما زال بحاجة إلى أمور عدّة تدخل عنده في باب الضرورات والحاجيات.

والله عزّ شأنه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.