2012/10/31

السؤال:

سيد العزيز…

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

رأيت في المنام بأنني ذاهب الى أربيل للتشرف باللقاء مع حضرتكم بصحبة الكثير من الأحباب ولكني لا أعرفهم؛ ونحن ننتظر حضرتكم أمام فندق كبير جدا، وواجهة الفندق من زجاج، وكنا على يمين الفندق، نادى منادٍ أن ((عُقد ديوان الأولياء)) وفجأة رأيت حضرتكم متوجها الى الفندق وعلى اليمن واليسار شخصان من كل جهة، وحضرتكم الوسط تسيرون سيرا منظما كأنه (سير عسكري) يمسك بعضكم يد الآخر، وحضرتكم تلهج باسم بغداد (تريد الفزع لبغداد) على يساركم مباشرة شخص هندي من شكله ولباسه وخلفه حماية، فأشار الهندي الى حمايته أن توفقوا هنا، وعلى يمينه شخص لا أعرفه والآخر والدي، فقلت في نفسي (إن والدي من الأوليآء ونحن لا ندري !)، فلما دخلتم الى الفندق خرج حضرة الشيخ طارق (طيب الله روحه وذكره وثراه) فنظر يمينا وشمالا خارج الفندق وأغلق الباب بيده، وبعد لحظات خرج لنا شخصكم الكريم تسيرون بسرعة فأقبل الأحباب إليكم للتشرف بتقبيل يدكم المباركة فكنت أنا أقرب إليكم، وقلت لي بلغهم أنني مشغول جدا ولا أستطيع إستقبالكم، وبعد خطوات رجعتم إليّ وقلت لي ليجلس الأحباب هنا على الأرض بالجانب الأيمن للفندق، وأنتم جلستم على الأريكه وعلى يمينك أحمد حسن (نسيبي) وجلستُ أنا عند أقدامكم الشريفة فقلت لي إقرأ عشرا من القرآن فبدأت أقرأ في سورة آل عمران ووصلت الى قوله الكريم (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء)) واستيقظت على المنبه لصلاة الفجر

 

الاسم: نبيل الشمري

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمني ويجعلني خادماً للأوليآء ولديوانهم رضي الله تعالى عنهم، ولا شك أن الذين شرفهم الله عزو جل بخدمة هذا الدين – أسأل الله تعالى أن يجعلني ويجعلكم منهم –  يهتمون بأمر البلاد الإسلامية ولا سيما (بغداد) حاضرة الإسلام وتأريخه، ففي الرؤيا دليل على كثرة دعآئهم لها وأمانيهم بأن تعود آمنة مستقرة مطمئنة وأن ينعم أهلها بالتقوى واليقين والرحمة.

وفي السلسلة الشريفة هناك من ساداتنا من غير العرب رضي الله تعالى عنهم وهذا  تأويل رؤيا الشخص الهندي، لأن الخير في الأمة الإسلامية شامل لبقية الأقوام، فكم من الأعاجم من خدموا هذا الدين وبرّزوا في خدمته فأكرمهم الله جل وعلا بالولاية والوراثة.

ووجود سيدي حضرة الشيخ طارق طيب الله تعالى روحه وذكره وثراه  تأكيد على الحقيقة القرآنية بأن الصادقين يبقى وجدانهم  متعلقا بتمني الخير للآخرين حتى لو كانوا ممن آذوهم  كما جآء في قصة الرجل المؤمن {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} يس – عليه السلام – 20 – 27. فمع حرصه على هدايتهم وتمني الخير لهم فقد آذوه وقتلوه ومع ذلك حين دخل الجنة تمنى لو يعلمون بذلك لعلهم يؤمنون.

ووجود والدك و الأحباب ومحاولتهم السلام على الفقير فيه إرشاد بضرورة التواصل الروحي والجسمي قدر الإمكان والإجتماع دآئما على إرادة الخير والسير خلف المرشدين رضي الله تعالى عنهم وتقصي أخبارهم.

ووجود الأخ أحمد حفظه الله تعالى على يمين الفقير فيه شهادة له من الله تعالى في خدمة هذا المنهج،  وطلبي منك قرآءة القرآن الكريم فيه إرشاد لك بالعناية بالقرآن الكريم، وأن هذا الطريق وهذا المنهج قآئم على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. وختام القرآءة فيه تأكيد على الحقيقة الشرعية بأن إرادة الله تبارك وتعالى فوق كل شيء، وينبغي أن لا تزعزعنا الحوادث عن حقآئق القرآن الكريم فالله تبارك وتعالى هو الذي يؤتي ملكه من يشآء وينزعه ممن يشآء إبتلآء لعباده فيما يؤتيهم وفيما يسلب منهم، قال عز وجل {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} يونس – عليه السلام – 14.

والله سبحانه وتعالى أعلم.