2012/06/14
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نسأل الله تعالى ان يمدكم بالصحة والعافية وان يسكنكم الفردوس الأعلى.
ما قولكم في التأمين على الحياة؟

وجزاكم الله خير الجزاء
الاسم: براء

الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بارك الله تعالى فيك على دعواتك الطيبة ولك بمثلها.

عقود التأمين محرمة شرعاً لأنها مبنية على الغرر والمقامرة لأن أحد الطرفين يكسب مالاً على حساب الطرف الثاني دون مقابل. قال الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المآئدة 90. وهو عقد ربوي لأن المؤمّن له يحصل على مال أكثر مما دفع عند وقوع حادث وبدون مقابل كسلعة أو منفعة، وهو عين الربا الذي هو (معاوضة مالٍ بمالٍ وزيادة). وهي تأخذ ربا من المؤمّن له الذي يتأخر في سداد القسط المتفق عليه. وغالبا ما تستثمر شركات التأمين أموال عملآئها في بنوك ربوية أو في إستثمارات لا تتبع فيها الضوابط الشرعية.

وقد لوحظ لدى أصحاب عقود التأمين (أي المؤمّن لهم) تهاونهم في ضوابط السلامة في الأعيان المؤمن عليها كالسيارات ومحلات العمل وغيرها بحجة أنهم سيُعوَّضُون من خلال شركة التأمين، بل إن بعضهم قد يتعمد إحداث الأضرار طمعاً في نيل تعويض التأمين كالحرآئق التي تطال الأبنية القديمة أو أن يُحدِث ضرراً في سيارته القديمة وغير ذلك مما يشجع الناس على سلوك مسلك الكذب والخداع والتزوير خاصة منهم أصحاب النفوس الضعيفة والقلوب المطموسة البعيدة عن ذكر الله عز وجل.

كل ذلك وغيره هو من إتباع خطوات الشيطان التي حذرنا منها ربنا جل جلاله وعم نواله كقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ…} النور 21.

ومن يريد الإطمئنان على حياته وماله فعليه التوكل على رب العزة جل وعلا مع الأخذ بالأسباب الدنيوية والأخروية ولا ينس قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) متفق عليه، فخير ما يحفظ الإنسان هو عمله الصالح ولاسيما صدقته وبره، وقد قصّ لنا القرآن الكريم في سورة (الكهف) كيف أن الله تعالى بعث سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح -رضي الله تعالى عنه وعنكم- ليقيما جدار اليتيمين إكراماً لأبيهما الصالح، وذكر الكتاب العزيز في سورة (القلم)  كيف أن الله عز وجل بارك للرجل الصالح المنفق في ماله وبستانه فلمّا ورثه أبنآؤه وأرادوا أن يقطعوا الإنفاق عن الفقرآء مُحقِت هذه البركة وتحول البستان إلى عيدان جردآء. وأرجو مراجعة أجوبة السؤالين المرقمين (282، 501).

والله سبحانه وتعالى أعلم.