2012/03/18
السؤال:
سيدي و قرة عيني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اسأل الله تعالى ان يحفظك و يجزيك عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
متى تصلى صلاة الأوابين وكم عدد ركعاتها وما مدى مشروعيتها؟
 
الاسم: ابو ابراهيم
 
 
الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله تعالى خيراً على دعواتك الطيبة ولك بمثلها،
 
ذكر الله سبحانه وتعالى الأوابين وهم الرجّاعون إلى ربهم عز وجل، ووعدهم بالمغفرة فقال سبحانه {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً} الإسرآء 25. وصلاة الأوابين تطلق على صلاة الضحى كما في الحديث الشريف وكذلك على صلاة التطوع ما بين المغرب والعشآء. وقد ذكرها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فقال (صَلَاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ) الأئمة مسلم وأحمد والطبراني وآخرون رحمهم الله تعالى. ومعنى (ترمض الفصال) أي حين ترفع الفصال وهي صغار الإبل أرجلها إتقآء للحر الذي يبدأ قبل الظهر، وسميّت هذه الصلاة بهذا الإسم لأن هذا الوقت ينشغل فيه الناس في أمور عملهم ومعيشتهم فمن اقتطع من هذا الوقت ليقف بين الله تعالى مصليّا التحق عمله بعمل الأوابين، وكذلك سمّيت بالضحى نسبة إلى وقتها وقد ذكر الله جل وعلا الضحى في أكثر من موضع بل أقسم به فقال {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الشمس 1. وقال عز وجل {وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} الضحى 1-3. وتطلق كما ذكرت على الصلاة مابين المغرب والعشآء لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من صَلَّى مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ إِلَى صَلاةِ الْعِشَاءِ، فَإِنَّهَا صَلاةُ الأوَّابِينَ) الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى. وإن قيل: إن الأحاديث الواردة في تسمية مابين وقتي المغرب والعشآء بالأوابين ضعيفة فقد قرر العلمآء رحمهم الله تعالى أن الأحاديث الضعيفة يؤخذ بها في فضآئل الأعمال بشرطين:
 
الأول: أن يكون لها أصل في الشرع الشريف.
والثاني: أن لا تكون شديدة الضعف على أن لا يعتبرها سنة مؤكدة، وهناك شواهد على هذا الحديث الشريف ومنها: قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة ثنتي عشرة سنة) الأئمة الترمذي وابن ماجة وابن خزيمة رحمهم الله تعالى. وجآء في بعض كتب التفسير ومنها تفسير الإمام الطبري رحمه الله تعالى عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} الذاريات 17 قال: (كانوا يتنفلون بين المغرب والعشآء).
 
ومن الجميل أن يمكث المسلم ولاسيما السالك إذا خلي من مشاغله في مسجد الحي بين صلاتي المغرب والعشآء يصلي ما تيسر له ثم يذكر ربه عز وجل، وهذا من المسارعة في الخيرات والتطلع إلى نيل أجر المرابطة قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (الا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظارالصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط. وفي رواية: فذالكم الرباط مرتين) الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
 
والله سبحانه وتعالى أعلم.