25/6/2011
السؤال:
السلام عليكم حضرة الشيخ سعدالله المبجل،

سؤالي هو: هل يوجد أي مذهب يحلل مصافحة الرجل للنساء؟ حدث وأن رأيت سيدة كبيرة في الخمسينات تصافح رجلاً غريباً ليس من المحارم، وعندما قلت لها لا يجوز قالت إن مذهبنا يحلل لنا هذا!! فهل يجوز ذلك؟

جزاكم الله كل خير
الاسم: أم محمد

الـرد:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته،

لا أعلم أي مذهب قصدت هذه السيدة، ولكن وردت أحاديث كثيرة تبين أن سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم لم يصافح امرأة لا تحل له، بل وحذّر من ذلك في الحديث الذي نصه: (لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) الإمامان الطبراني والبيهقي رحمهم الله تعالى، وقال في حديث آخر: (إني لا أصافح النساء) النسائي وابن ماجه رحمهما الله تعالى، وعن أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها، فإذا أخذ عليها فأعطته قال: اذهبي فقد بايعتك) الإمام مسلم رحمه الله تعالى، ويستثنى من ذلك الصغار غير البالغين أو العجوز الذي أو التي لا يشتهيان.
وأمّا الرأي القائل بجواز المس إذا أمِنَ الفتنة استناداً إلى الحديث الشريف: (كانت الأمَة مِن إماء أهل المدينة لتأخذ بِيدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت) متفق عليه، ففيه نظر لأن الفتنة غير منضبطة، فالأمر مختلف من شخص لآخر، وحتى لو أمن أحد الطرفين الفتنة فلا يضمن فتنة الطرف الثاني، وهناك نقاط تضعّف الاستدلال بالحديث الشريف المذكور آنفاً في جواز المس أو المصافحة:
أولها: قد يكون ذلك من خصائصه عليه الصلاة والسلام.
ثانيها: لفظ الأمة قد يقصد به غير الحرة، وكما هو معلوم فإن الأمة لها أحكام خاصة.
ثالثها: ورد الحديث في رواية أخرى (كانت الوليدة) والوليدة في اللفظ الغالب يقصد به الصغيرة.
رابعها: إن اليد تعني حكماً من الكف إلى الكتف وليس بالضرورة الكف فقط.
خامسها: ذهب بعض الشراح أن الأخذ معنوي وليس فعلياً. كقول الداعي (اللهم خذ بيدي).
والله سبحانه وتعالى أعلم.

وصلّى الله تعالى وسلّم على الرحمة المهداة سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أهل الفضل والمجد.