21/4/2011

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضرة الشيخ.

س: في باب التحية روى الأعمش عن عمر بن مرة، عن عبد الله بن الحارث: إذا سلم الرجل على القوم كان له فضل درجة، فإذا لم يردوا عليه ردت الملائكة ولعنتهم.

فهل هذا حديث صحيح؟ والسؤال هنا يأتي بسبب الخشية أن تلعن الملائكة شخصاً بسبب المسلم دون قصد في إيذائه.

 

الاسم: أبو وضاح حجي علي

 

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.

لم أعثر على نصّ الحديث الذي أوردته، ولكن هناك نصوص مشابهة منها:-

قوله صلّى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلّم:-

(إِنَّ لِلْإِسْلَامِ صُوًى وَمَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُعْبَدَ اللَّهُ لَا يُشْرَكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقَامَ الصَّلَاةُ، وَتُؤْتَى الزَّكَاةَ وَيُحَجَّ الْبَيْتُ، وَيُصَامَ رَمَضَانَ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِمْ، وَتَسْلِيمُكَ عَلَى بَنِي آدَمَ إِذَا لَقِيتَهُمْ، فَإِنْ رَدُّوا عَلَيْكَ رَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَإِنْ لَمْ يَرُدُّوا عَلَيْكَ رَدَّتْ عَلَيْكَ الْمَلَائِكَةُ وَلَعَنَتْهُمْ أَوْ سَكَتَتْ عَنْهُمْ، وَمَنِ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا فَهُوَ سَهْمٌ مِنَ الْإِسْلَامِ تَرَكَهُ وَمَنْ نَبَذَهُنَّ فَقَدْ وَلَّى الْإِسْلَامَ ظَهْرَهُ) الإمام الطبراني رحمه الله جلّ وعلا.

(صُوًى) هِيَ مَا غَلُظَ وَارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ، وَاحِدَتُهَا صُوَّةٌ.

وقوله عليه الصلاة والتسليم وآله وصحبه الميامين:-

(لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنِ الْحَقِّ، مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا يَكُونُ سَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَةً لَهُ، وَإِنْ سَلَّمَ فَلَمْ يَقْبَلْ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ، رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ، وَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَدْخُلَا الْجَنَّةَ جَمِيعًا أَبَدًا) الإمام أحمد رحمه الفرد الصمد تقدّست أسماؤه.

ولا شك أنّ هذه الآثار الشريفة تحث على فرض ردّ السلام، فكما تعلم أنّ السلام سنّة مؤكدة ولكن ردّه فرض امتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ:-

{وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [سورة النساء: 86].

ومع ذلك فقد أقرّ الفقهاء رحمهم الله تعالى عدم وجوب ردّ السلام في حالات، منها:-

أنْ يكون المرء في حال ذكر الله جلّ وعلا، أو قراءة القرآن الكريم، أو في انشغال وظرف لا يستطيع ردّ السلام، فقد مرّ رجلٌ على سيّدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله وصحبه الكرام وهو يقضي حاجته فسلّم عليه فلم يرد عليه، ثمّ قال له:-

(إِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ، فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ) الإمام ابن ماجه رحمه الله سبحانه.

والله تبارك اسمه أعلم.

وصلّى الله تعالى وبارك وسلّم على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.